الزمالك مثل امرأة وصلت لسن اليأس ؟!

هناك من يتصور أن الدولة لن تسمح بهبوط الزمالك إذا قُدر له أن يكون من الهابطين. زاد من هذا التصور تصريح جمال مبارك لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي الذي حث فيه على إنقاذ الزمالك من كبوته، وأن يتكاتف أولو الشأن ليعود النادي الكبير إلى مكانته.
شاهدت آخر مباراتين له واللتين تعادل فيهما مع كل من الإتصالات والترسانة، فخرجت بيقين أن هذا هو آخر عزم اللاعبين، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. مستواهم وصل إلى المركز الذي هم فيه، في مؤخرة الجدول.
كان واضحا أنهم يحاولون قدر الاستطاعة وأكثر، لكن المشكلة التي لا تريد أن تتقبلها الجماهير أنهم يواجهون فرقا في مستواهم، تكافح هي الأخرى للإفلات من الهبوط، وبالتالي تصبح كل مباراة من ذلك النوع، قتالا بين غرقى في محيط للتعلق بقشة وحيدة.
مباريات المؤخرة أشد بأسا من مباريات المقدمة. هي تقريبا أشبه بمحاولات إمرأة بلغت سن اليأس للرجوع إلى خصوبتها. الأمر صعب جدا لن يتحقق بالدعاء ولا ببركة دعاء الوالدين ولا بمدير فني أجنبي، وهنا بيت القصيد!
الزمالك هو فريق في سن اليأس الآن، فما ضرورة دفع 24 ألف يورو أو دولار لمديره الفني السويسري دي كاستال؟!.. ليس تقليلا من شأنه ولكن من شأن الهدف الذي يجب عليه تحقيقه في المرحلة المقبلة وهي الإفلات من الهبوط.
في ظل أزمة مالية كبيرة لا يمكن لأي مسئول زملكاوي إنكارها، فإن الحل هو اسناد المهمة لمدرب مصري، محمود سعد مثلا أو أحمد عبدالحليم أو غيرهما، ويطلب منه البقاء في الدوري بالقماشة المتاحة حاليا، وبعدها تبدأ مراجعة شاملة، ليس بالرتق والخلط والعجن، وإنما بتجديد جذري في الفكر والأسلوب.
مشكلة الزمالك الحقيقية التي أوصلته إلى وضعه المتأزم الحالي أن حبله السري مربوط برجال كبار في الدولة. إذا غضبوا أو ارتعشوا، تورمت أمعاؤه وأصابته فيروسات وميكروبات لا تجدي معها أي مضادات حيوية!
الزمالك هو مطمع لكبار مثل حسن صقر وزكريا عزمي.. لا ندري ما الذي يطمعون فيه، بعد أن قاموا بهدمه وتحويله إلى أطلال لناد كبير كان يوما مع الأهلي أكبر ناديين في الشرق الأوسط. أتكلم هنا بصيغة الجمع، وهذا معناه أنني أقصد آخرين غير صقر وعزمي.
قد يكون الهبوط هو الحل ليقطع هؤلاء أنفسهم عن حبله السري، ولترفع قيادات الدولة أيديها عنه. وعندما يعود بعد موسم أو أكثر ربما يكونون قد انقشعوا عن مقاعدهم أو الدنيا كلها إلى رحاب رب كريم!
هبوط الزمالك سيكون له فوائد أخرى. أهمها تقليل الإنفاق على فرق دوري الأضواء، فالأهلي مثلا لن يكون في حاجة للبذخ الحالي على مدير فني برتغالي ولاعبين يضمهم إلى صفوفه كل موسم بملايين الدولارات.
إن كان يأخذ الدوري في وجود الزمالك بأيسر مما ينفخ في الزبادي، فان بطولته المفضلة ستأتيه على تاكسي الغرام معززة مكرمة في ظل التغيير الذي حدث فعلا في خارطة الكرة المصرية حتى قبل هبوط توأمه التاريخي!
أندية المؤسسات مثل بتروجيت وأنبي وحرس الحدود غاية مناها المربع الذهبي. والاسماعيلي يلعب على سطر ويترك سطرين وثلاثة وأربعة، مكتفيا ببطولة من مباراة واحدة وهي مباراته مع الأهلي. وهو أيضا غارق في مشاكل المال وخطف لاعبيه ومعارك مجالس إدارته التي لا تنتهي سواء جاءت بالتعيين أو الانتخاب، كما أن حبله السري مربوط أيضا بالدولة وبجبهات تتصارع عليه، حتى أن مجلسه الحالي المنتخب معرض للحل بقرارات إدارية بسبب مزاعم عن بطلان الانتخابات وارتكابه لمخالفات!
الخطر الذي نراه ماثلا أمامنا، أن يتأثر منتخبنا في تصفيات كأس العالم بما يجري، وأن تضيع منا أسهل الفرص لبلوغ النهائيات. سيسأل البعض.. ما الجديد في وكسة الزمالك لكي تخاف؟!.. المخيف والمفزع هو مستوى الأهلي النازل، وعدم وجود منافسة حقيقية حتى لو خدعنا أنفسنا بأننا نملك منافسات دوري قوي.
لو كان قويا ما تجرأ جوزيه على إعلان أن فريقه سيفوز بالدوري بفارق 15 نقطة. تعودنا من الأهلي حتى وهو ضامن الدرع بنسبة ألف في المائة أن يعيد ويزيد في أن البطولة لا تزال في الملعب!
ورغم أن البعض انتقده بعنف بسبب ذلك التصريح، إلا أن الرجل تحدث عن واقع وليس إنطلاقا من غرور. فالزمالك يصارع الهبوط، والأندية الأخرى القريبة منه تلعب لصالحه، فبتروجيت مثلا وهو الأقرب إلى المنافسة ينهزم من الأولمبي ويتعادل مع المقاولون، وانتظروا الاسماعيلي في أول مباراة قادمة بالدوري.
تذكروا أنه اعتاد على الانتكاسات بعد كل مباراة فاز فيها على الأهلي، فلاعبوه لديهم المهارة لكن تنقصهم روح الاستمرار، وهذه ليست مسئوليتهم وحدهم، بل جزء كبير منها يعود إلى المشاكل المالية والإدارية التي لا تختفي من ناديهم.

ميرسى ليك على الخبر

» ريال مدريد::لا مع اليأس
» بالفيديو : الزمالك يتلقى هزيمته الثالثة على يد الإسماعيلى .. وابراهيم يوسف يؤكد خروج الزمالك من المنافسة !
» الزمالك وانبى..خط الوسط كلمة السر فى الزمالك
» بعثة الأهلى وصلت القاهرة.. واللاعبون ينخرطون فى البكاء مع حفاوة الأستقبال
» الفيلم النادر((امرأة آيلة للسقوط))