نحو مدرجات بلا جمهور : حملة التشويه لسمعة الجمهور الأحمر .. مصالح شخصية أم جهل بالعواقب ؟

نحو مدرجات بلا جمهور : حملة التشويه لسمعة الجمهور الأحمر .. مصالح شخصية أم جهل بالعواقب ؟



في مباراة الزمالك الماضية تفجرت حملة أمنية قوية جدا من أجل تحجيم دور الجماهير في مدرجات كرة القدم وكان أكبر المتضررين بهذه الحملة جماهير الأهلي العظيمة التي استمرت في مساندة الفريق رغم كل شيء ولكن بطريقة الافواه المكممه والايدي المكبلة بعد ان قامت قوات الامن بمنع ومصادرة جميع وسائل التشجيع سواءا المشروعة او غير المشروعة من وجهة نظرهم وذلك من أجل ارضاء بعض من يبحثون عن بطولة زائفة على حساب شباب ضحوا بالغالي والرخيص من أجل الوقوف خلف فريقهم في كل الاوقات وكل البلاد.



ولأننا نبحث دائما عن الحقيقة المجرده قررنا فتح الملف الشائك لعلاقة جماهير الأهلي بالمسئولين والامن ومحاولة البعض لتشويه وتزييف الحقائق من أجل بعض المصالح الشخصية او بحثا عن الفرقعة الاعلامية. و سيكون التقرير مدعوماً بالفيديوهات المثبتة للوقائع



نبذة تاريخية :

ونعود الى الماضي القريب ومن بداية الألفية الجديده عندما قرر احد المواقع الحمراء ان يكون نواه لعشاق القلعة الحمراء فكانت النتيجة انشاء رابطة صغيره تسمى "رابطة محبي الأهلي" أو Ahly Lovers Union وهي الرابطة التي يحسب لها قصب السبق في تكوين فكرة التجمعات الجماهيرية في المدرجات من أجل مساندة الأهلي في المباريات داخل وخارج مصر .. وبالفعل تكونت الرابطة بجهود ذاتية وبدعم من أول موقع لجماهير النادي الأهلي على الانترنت وكانت مبادئ الرابطة تنحصر في تشجيع الفريق ومساندة لاعبي الأهلي طوال المباراة وبشكل مستمر واتخذت الرابطة مقرا لها في يمين الدرجة الثانية واصبح أعضائها معروفين لجماهير الأهلي بالاسم وبالشكل .. وكانت ذروة العطاء من اعضاء رابطة محبي الأهلي في 2001 عندما قام اعضاء الرابطة بتصميم وتنفيذ أكبر علم جماهيري في تاريخ الجماهير المصرية اثناء مباراة الأهلي وريال مدريد وهو العلم الذي ظل حديث الملايين داخل مصر لفترة طويلة للغاية وظل رمز من رموز الـ"ALU" والذي تفتخر به حتى الأن.. ولكن رابطة محبي الأهلي ظلت منغلقة على اعضاء الموقع الأهلاوي فقط وبعض المحبين ولم تسعى الى الاشهار او تأسيس اي كيان قانوني مستقل.



وهكذا ظلت رابطة محبي الأهلي الكيان الوحيد المعروف لجماهير الأهلي حتى عام 2004 عندما ظهرت فكرة انشاء رابطة قوية كبرى لجماهير الأهلي من داخل منتدى موقع El-Ahly.com حيث تجمع البعض وفكروا ان رابطة محبي الأهلي ليست الطموح الحقيقي لجماهير الأهلي وبالفعل ظهر الى السطح فكرة رابطة مشجعي الأهلي او ما يطلق عليها Ahly Fans Club وبالفعل حدث اقبال شديد للغاية على رابطة مشجعي الأهلي التي انطلقت لتكون كيان مستقل بعيدا عن جميع مواقع الأهلي ومع توالي الاقبال على رابطة مشجعي الأهلي .. بدأ التفكير في انشاء كيان قانوني على شكل جمعية لمشجعي الأهلي وهي الجمعية التي تم اشهارها وتسجيلها في نهاية عام 2005 .. وبالفعل ساهمت رابطة مشجعي الأهلي في تغيير شكل التشجيع في المدرجات وأدت الى ظهور العديد من روابط المشجعين في باقي الاندية المصرية.



ولكن المشكلة الحقيقية بدأت من الصراع الذي دب بين رابطة محبي الأهلي ورابطة مشجعي الأهلي وهو الصراع على قيادة جماهير الأهلي في المدرجات وعلى الرغم من انسحاب رابطة محبي الأهلي وذوبان معظم اعضائها في داخل الكيان الاكبر لمشجعي الأهلي والمتمثل في رابطة مشجعي الأهلي الا ان صراع جديد بدأ يدب في داخل الرابطة الأم والتي اصبحت بمثابة المتحدث الرسمي باسم جماهير الأهلي في المدرجات .. هذا الصراع الذي بدأ داخل رابطة مشجعي الأهلي بين فكرين مختلفين في قيادات الرابطة ادى الى ظهور رابطة جديده في مدرجات الأهلي وهي رابطة التراز أهلاوي وهي مجموعه من أعضاء رابطة مشجعي الأهلي رفضت ان يكون دائما الرد على سباب الجماهير المنافسة هو التصفيق لها .. وترى ان قوة الجماهير يجب ان تظهر في مساندة الفريق ضد كل من يحاول ايذاء الفريق حتى لو بإستخدام القوة او استعراض العضلات في بعض الاوقات عملاً بمبدأ "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم"



وفي ذلك الوقت ومع ظهور العديد من المشاكل الادارية في الأهلي وتخلي الادارة عن دورها في مساندة جماهير الأهلي في بعض الموقف مثل "أزمة التذاكر في مباراة برشلونه" وجدت جماهير الأهلي في رابطة الالتراز المتنفس الوحيد للتعبير عن غضبها تجاه ما يحدث من ظلم لجماهير الأهلي من مجلس ادارة النادي او اتحاد كرة القدم .. ومع مرور الوقت وتفنن اعضاء التراز اهلاوي في وسائل تشجيع الأهلي وعمل دخلات مبهرة للغاية وجدت جماهير الأهلي في الالتراز القائد المثالي لتشجيع الفريق والوقوف خلف الأهلي في كل الاوقات واستطاعت رابطة الالتراز الحصول على مقعد القيادة في المدرجات الحمراء.



ربما كانت هذه المقدمة معروفة للبعض بتفاصيل اكثر مما كتب بكثير وبأحداث تفصيلية أكثر بكثير مما كتبناه ولكنها كانت مقدمة مهمة من أجل القارئ العادي البعيد عن الاحداث التي تجري في مدرجات كرة القدم ليعرف معنا مايحدث ومن اجل اكتمال كل الخطوط لمعرفة الحقيقة الكاملة.

الحملة المشبوهة:


وحقيقة الامر ان بعض مسئولي اتحاد كرة القدم والاعلاميين قد استغلوا الصراع الدائر في المدرجات الحمراء لتحقيق العديد من المكاسب الاعلامية وتصفية بعض الحسابات الشخصية بالاضافة الى ضرب جماهير الأهلي في مقتل بعد ان اصبحت جماهير القلعة الحمراء هي الصوت الوحيد الرافض لكل ما هو خاطئ في كواليس اتحاد كرة القدم.



وكانت البداية من الهجوم الذي شنته جماهير الأهلي على مسئولي اتحاد كرة القدم وبعض إعلاميي القلعة البيضاء ووقوف الجماهير العاشقة خلف جوزيه ضد اي شخص يحاول التأثير على الساحر البرتغالي في حملة مسعورة ضده من اجل دفعه الى الرحيل عن القلعة الحمراء .. وطالبت الجماهير مسئولي اتحاد كرة القدم في العام الماضي بتحري العدل في توقيع العقوبات على مانويل جوزيه بشكل يماثل مايحدث من تجاوزات بعض المدربين الاخرين وهو مايمر بدون اي عقاب .. وشنت جماهير الأهلي هجوم شرس ومخيف على بعض مسئولي كرة القدم عندما كال اتحاد كرة القدم بمكياليين في قضايا حسني عبد ربه – هاني سعيد – عصام الحضري .. وهو الأمر الذي رفضته جماهير الأهلي بشكل كبير وشعرت معه بظلم شديد من اتحاد كرة القدم مما جعلها تعبر عن مقدار الظلم بهتافات معادية ضد بعض مسئولي كرة القدم الذي تزعموا حملة عداء ضد الأهلي .. خاصة في قضية عصام الحضري والتي تشعر الجماهير بغصة منها حتى الان.



وزادت الحملة الشرسة ضد جماهير الأهلي عندما رفضت رابطة الالتراز ان تكون اداة في ايدي البعض من اجل الهتاف الموجهة ضد البعض الأخر لتشتعل الازمة الكبرى لجماهير الأهلي مع بداية الموسم بعد ان شعر البعض بضرورة القضاء على قوة جماهير الأهلي وكسر شوكتهم من اجل تحقيق المصالح الشخصية.



ومع بداية الموسم بدأت حملة منظمه من بعض مسئولي اتحاد كرة القدم والاعلاميين من أجل القضاء بشكل تام على جماهير الأهلي التي كانت دائما صوت الدفاع عن القلعة الحمراء و لم يقتصر الأمر على رابطة معينة، فكان الهدف هو ضرب كل الروابط سيراً بالمثل "إضرب الكبير...يخاف الصغير" .. وظهرت الازمة الكبرى بداية من مباراة المصري التي اقيمت في بورسعيد والتي يتحمل مسئولية ماحدث فيها مسئولي النادي المصري وأمن بورسعيد بعد ان رفعوا الحواجز بين جماهير الناديين وعندما قامت جماهير الأهلي بالدفاع عن أرواحهم كانت النتيجة القبض على العشرات منهم بحجة التسبب في مشاكل امنيه .. والغريب في الامر ان أمن بورسعيد لم نشاهده نهائيا خلال الاعوام الماضية عندما كانت جماهير الأهلي تتعرض لكل انواع السبب والقذف بالحجارة وتحطيم اتوبيسات الجماهير اثناء الخروج من بورسعيد.



وكانت النتيجة هي حل رابطة مشجعي الأهلي بعد ان شعرت الرابطة بأن ادارة القلعة الحمراء تعيش في برج عاجي منفصلة تماما عن جماهير الأهلي التي اصبحت تتعرض لكل انواع الاهانة بدون اي تدخل من مجلس ادارة الأهلي من أجل اعادة الهيبة لجماهير الأهلي مرة أخرى ..

لقطة لشغب جمهور المصري في مباراة أسمنت السويس

و لم يخلو الأمر منذ الموسم الماضي من رفع المضايقات الأمنية للجماهير الحمراء قبل أي مباراة في القاهرة، حتى ضاقت ذرعاً بما يحدث و إبتعدت عن الحضور بما أن لم يعير أي من الإدارة الإهتمام لتغيير الواقع الأمني قبل الدخول إلى الإستاد. و أصبح أي شعار غريب على قميص أي مشجع، مشابه للعبارات العربية على أي مسافر على أي من الخطوط الأمريكية "شبهة" .



و أضيف إلى المضايقات عامل جديد و هو منع الأعلام، و الدخلات إلا بعد الرجاءات و الإتصالات و للسماح بدخول أدوات التشجيع. إلا إذا كان الهدف من أن تذهب الجماهير إلى الإستاد هو "تسويق" كافيتيريا الإستاد. و الغريب أن الأمر لا يحدث مع أي جمهور آخر مع أننا نشاهد عنف و شغب على الهواء مباشرة من مباريات عديدة، لتتوضح الصورة أن المقصود من هذا هو جمهور الأهلي....أي جمهور الكرة في مصر.



واستمرت الحملة بشكل مسعور من خلال تضخيم كل ماتقوم به جماهير الأهلي وتجاهل الطرف الاخر من القضية .. وغض الطرف عن الاستفزازات التي يقوم بها الاخرون ضد جماهير الأهلي .. ووصل الامر الى اقصى مداه في مباراة الاسماعيلي عندما قام الاعلام بقلب الحقائق رأسا على عقب واصبح جمهور الأهلي هو المتهم الاول في المباراة على الرغم من أن الجماهير لم تقم بأي شيء سوى اشعال الالعاب النارية والتي كانت جماهير مصر تستعيض عنها في التسعينات بإشعال صفحات الجرائد للإحتفال بالفوز.



ويجب علينا ان نطرح العديد من التساؤلات ونترك لكم معرفة الإجابة لنعرف من الجاني الحقيقي ومن الذي يبحث عن اشعال النار في جماهير الأهلي ..و نترك الإجابة لجهابذة الإعلام، و عباقرة الإدارة في إتحاد الكرة.



أين كان الأمن والشرطة في اعتداء يتكرر على لاعبي وجماهير الأهلي كل موسم في مباراة الفريق التي يخوضها في الاسماعيلية والتي دائما ما تنتهي بقذف الحجارة وتدمير اتوبيسات اللاعبين والجماهير .. ووصل الأمر في احد الاعوام الى محاولة أحد الجماهير الاعتداء على عصام الحضري بسكين ونشرت جميع الصحف صورة الحادثة؟

هل تم توقيع اي عقوبة في حادثة الاعتداء على الكابتن / علي ماهر إداري فريق الاتصالات في الاسماعيليه عندم تعرض للضرب اثناء توجهه للمؤتمر الصحفي؟ وكيف يتم اعتبار حادثة الاعتداء على لاعبي الأهلي هي الأولى لجماهير الاسماعيلي ؟ هل كان المقصود انها كانت الاولى في عام 2009؟

واقعة الإعتداء على الإداري علي ماهر



كيف يتم المساواة بين تحطيم والقاء الكراسي على لاعبي الفريق المنافس وبين اشعال صواريخ ناريه من أجل الاحتفال وهي وسيلة من وسائل التشجيع المستخدمه في كل دول العالم ولا يتم توقيع اي عقوبة على مستخدمي هذه الالعاب الناريه؟



لمصلحة من القبض على شباب ساندوا الفريق في كل الاوقات وضحوا بالغالي والرخيص من أجل الوقوف خلف فريقهم وتشجيعه في الداخل والخارج؟ لمصلحة من القبض على شباب يقتطعون الجنيهات من مصروفهم من أجل السفر خلف الفريق يبحثون عن متعتهم الوحيدة؟



لمصلحة من تشويه سمعة جماهير الأهلي بإتهامات لا يوجد عليها اي دليل حقيقي ونعت الجماهير الحمراء بكل الموبقات الموجوده في المجتمع المصري من أجل اثارة الرأي العام وتصفية حسابات شخصية مع بعض قيادات الالتراز؟

هل قضية عبدة الشيطان قد عادت مرة أخرى في ثوب جديد من أجل تعطيل مسيرة القلعة الحمراء وجعل جماهير الأهلي تخاف من الذهاب الى الاستاد لمساندة الفريق؟



هل هي محاولة من أجل ضرب الروابط الحمراء بإسلوب يجعل الكل يفكر الف مرة قبل انشاء اي رابطة للنادي الأهلي او الذهاب الى المدرجات من اجل التشجيع؟



هل شعر البعض بالسعادة لمنظر جماهير الأهلي في مباراة الزمالك الاخيرة وافتقار الفريق الى التشجيع الحماسي الذي تعودنا عليه من جماهير الأهلي طوال التسعين دقيقة والذي كان دائما مايكون الحافز الاكبر للاعبي الفريق من أجل الاداء القوي؟



هل يشعر من نعت جماهير الأهلي بالشذوذ والادمان بالسعادة الأن بعد ان اصبحت جماهير الاندية الاخرى تعاير أكبر الجماهير المصرية بإتهامات ظالمة خرجت من أحد ابناء القلعة الحمراء؟



هل سيترجى الإتحاد جماهير الأهلي من أن تساند منتخب مصر ، و تسمح لهم بإدخال الأعلام و مستلزمات التشجيع، على شرط أن يوقعوا على إقرار بعدم ذكر كلمة "الأهلي" في الإستاد ؟ و كيف ستكون الأجواء الصحية لحلم التأهل إلى كأس العالم 2010 ؟



ويبقى السؤال الاهم وهو .. أين ادارة الأهلي من كل مايحدث لجماهير الأهلي .. ومن كل هذه المؤامرات التي تحك ضد المحرك الأول لفريق كرة القدم؟ هل تخلت ادارة الأهلي عن جماهيرها وانفصلت تماما عن القوة الحقيقية للنادي الأهلي؟ والى متى تظل ادارة الأهلي في برجها العاجي بعيدا عن نبض الشارع الأحمر؟


يتبقى أن يعلم جميع من حاولوا نسج هذه المؤامرة على جماهير الأهلي منذ سنوات، لأسباب شخصية أو إنتخابية، أو مادية ...إلخ أن جمهور الأهلي هو جمهور الكرة في مصر، و أن علاقة الجمهور بناديه لا يوقفها إجراءات أمنية أو فبركات إعلامية، أو عقوبات مجحفة و ظالمة. و إذا كان الهدف إيجاد أي أسلوب غير رياضي لإيقاف مسيرة الأهلي المستمرة منذ سنوات، فالخاسر الأكبر سيكون منتخب مصر و ليس الأهلي.



الجو الكروي العام تدنى ليصبح في أسوأ حال. و في أوج عطاء منتخب مصر، و أقوى فرصة له للوصول إلى نهائيات كأس العالم نجد من يطيح بحلم الملايين من أجل أموال الإعلانات، و المصالح الشخصية، و محاباة رئيس نادي على حساب الآخر...لكن جمهور الأهلي لن يتوقف عن التشجيع، و لن يتوقف عن إكمال مسيرة مائة عام من النجاح.



و تبقى الكلمة التي يؤمن بها جمهور الأهلي لتعريف النادي...سعد زغلول بناه...مختار التتش رباه...صالح سليم علاه و 60 مليون وراه...و لتستمر القافلة و لينبح من يريد